الأحد، 27 أكتوبر 2013

اليكِ ياطفلتي رسالتي الأخيره/عدنان عضيبات



اليكِ ياطفلتي رسالتي الأخيره

سأقصُ بها عليكِ ذكرياتنا

ضحكاتنا

ابتسامتنا

وكيفَ صنعتُ منكِ عروسةً لو رحلتي

أتركها هاهنا في اعماقي في غُرفتي

بشراييني ودمي

اُشاركها سجائراً صنعتها يداكِ

وفُنجانَ قهوةٍ مازالتْ على أطرافهِ شفتاكِ

ياصغيرتي هذهِ أخرَ حروفي لكِ لاتغضبي

فقط ابتسمي وتذكّري كيفَ أنكِ كُنتُ أجملَ النساءِ

في قصائدي ورسائلي

ألا أنها شرقيتي

حماقتي

سذاجتي

هي من جعلتني أقتلكِ بيدي

لاتغضبي

سأسحقكِ كما اسحقُ القصيده في يداي

لاتقولي غداً أوجعتكِ

وتقولي نهداي

فنهداكِ حالهما كما حالُ شفتيكِ

كما حالَ حالي في وطني

كما بعدُ نهداكِ عن شفتاي

فحدودُ بُعدكِ أضنتني

كما أضنى رحيلكِ عيناي

فالرحيلُ ياسيدتي ليسَ بُعداً

الرحيلُ أن تكوني جانبي

وتُبعثري يداي

تعبتُ منكِ

وتعبتُ من الغضبِ الثائرِ في عينيكِ

وتعبتُ من السُقوطِ في كلِ مساءٍ

كلاماً

وجحوداً

وبُكاءً على شفتيكِ

تعبتُ منكِ

وتعبتُ من نفسي لأنها أوجعتكِ

تعبتُ ياطفلتي

تعبتُ من اعتذاراتي

ومن حماقاتٍ إرتكبتها بالأمسِ

على دفاتري

مللتُ شعري

مللتُ رسائلكِ

ومللتُ رسائلي


لاتقولي بالأمسِ كان

فكل فوضى مارستها

فوقَ قصائدي

على حدودُ رسائلي

كانَ خطءً

وكانت من فعلِ يداكِ

لاتقولي غداً كان

فقط اسالي نهداكِ

فعلى نهداكِ نثرتُ أولَ قصيده

وعلى شفتيكِ كانت حياتي

لاتقولي غداً كان

فقط إسالي يداكِ

رغمَ أنها الرسالةَ الأخيره

ورغمَ طولِ المسافاتِ القصيره

أخافُ عليكِ من لغاتهم وحماقاتهم

وأن يقتلعوا بقاياكِ من قلبي

أخافُ عليكِ أن تُصبحينَ كالأطلالِ في قصائدهم

وتموتينَ في ريعانكِ ياطفلتي

أخافُ من زمنٍ يناديكِ فيهِ غيري

كما بالأمسِ ناديتكِ رسولتي

أخافُ عليكِ أن تُصدقي حماقاتهم

كما كذبتي بالأمسِ حبي لكِ ياحبيبتي

اُودعّكِ

وذهبُ الرشيدِ

ماعادَ لهُ بهجه في عيوني

اُودعّكِ بغضب الحجاجِ

وسذاجةَ هتلر

وداعاً ياصغيرتي

فمن قتلت ساعي بريدي

وأجهضت

ومزقت رسائلي

لاتتسعُ اليومَ

لها عيوني

أنا ياطفلتي

ماقتلتُ رسولا ً

ولا صلبتُ نبياً

لكني كما حالُ قيسْ

جننتُ بكِ

فأسموني

الناسُ مجنونا

شُكراً لكِ

لأنكِ طوالَ عامٍ

منحتيني شرفَ القصيده

وأني جعلتكِ الإيمانَ

والمُعتقدَ والعقيده

سأبحثُ لقصائدي

عن امرأةٍ اُخرى

وعن مُصيبةٌ اُخرى

ولكني أعترفُ لكِ

أنكِ امرأةً لن تتكرر

وأنكِ مُصيبتي الأكبر

وداعاً يا أجملَ امرأةٍ في الدُنيا

وداعاً ياطفلتي

وداعاً يا أجملَ مرضٍ

أصابتني بهِ الدُنيا

هوَ أنتِ

وداعاً ياصغيرتي

أنتِ أكثرَ امرأةٍ

مضت تبحثُ عن اخطائي كي تبتعدَ عني

وأنا أولَ رجلٍ بحثتُ عن حمقاتي

كي اكونَ معكِ

هذا هوَ الفرقُ بيني وبينكِ

أنك طوالَ عامٍ

وأنتِ تبحثينَ عن قتلي

فرصةً اصبحت بينَ يديكِ

فاستغليها ياصغيرتي


لو مررتي بدفاتري في ذات يوم

ثقي أنكِ أجمل قصه مرت بها اصابعي

وأجمل ثوبٍ حاكه قلمي

لو مررتي بها ذات يوم وهزَ الشيبُ جبينكِ

ستجديني قد نثرتُ اسمكِ بكل حرف

وجعلتُ من كلِ حرفٍ فيكِ حكايه

فقط تذكري أنكِ كنتِ اجملَ امرأةٍ في تاريخي

وأجملَ امرأةٍ سقطت على قصائدي

تذكري أنكِ امرأةً لامن بعدها بعد ولا من قبلها قبل

امرأةً تربعت على قصائدي إسمها الدُنيا

وثقي أنَ كلَ من سيأتي من بعدي

ماهم الا بقايا قلمِ نثرتهُ مبراتي


اليكِ اُهدي قصيدتكِ الأخيره

يامن أفنيتُ من أجلها حياتي


عدنان عضيبات بقلمي

قوقل تويتر مدونتي

2013/480/ك 10086

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق